تعتبر قصة Yahoo واحدة من أبرز الأمثلة على الفرص الضائعة في تاريخ التكنولوجيا. فبينما كانت الشركة في أوج مجدها خلال أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، فإن سلسلة من القرارات الخاطئة جعلتها تتراجع تدريجيًا حتى انتهى بها الأمر بالبيع بسعر زهيد مقارنةً بقيمتها السابقة.
الفرصة الأولى: رفض شراء Google بمليون دولار
في عام 1998، كانت Google لا تزال شركة ناشئة يبحث مؤسساها، لاري بيج وسيرجي برين، عن مستثمرين لدعم فكرتهم الطموحة لمحرك البحث. عرضا بيع الشركة لـ Yahoo مقابل مليون دولار فقط، لكن الأخيرة لم ترَ في المشروع قيمة كبيرة ورفضت العرض.
الفرصة الثانية: رفض شراء Google مقابل 5 مليارات دولار
مع مرور السنوات، أثبتت Google أنها ليست مجرد شركة ناشئة، بل قوة تقنية صاعدة. بحلول عام 2002، أدركت Yahoo خطأها وحاولت تصحيح المسار بعرضها شراء Google مقابل 3 مليارات دولار، لكن Google طلبت 5 مليارات. مرة أخرى، رفضت Yahoo الصفقة، ظنًا منها أن السعر مرتفع للغاية.
الفرصة الثالثة: رفض عرض Microsoft بقيمة 40 مليار دولار
مع ازدياد قوة Google، بدأت Yahoo تفقد بريقها، لكنها كانت لا تزال شركة ضخمة ذات قيمة سوقية عالية. في عام 2008، عرضت Microsoft الاستحواذ على Yahoo مقابل 40 مليار دولار، لكن Yahoo اعتقدت أن بإمكانها تحقيق نجاح أكبر بمفردها، فرفضت العرض.
النهاية المخيبة: البيع بـ4.6 مليار دولار
بعد سلسلة من التراجع في الأداء، والقرارات الإدارية السيئة، وعدم القدرة على مجاراة المنافسين مثل Google وFacebook، فقدت Yahoo مكانتها تدريجيًا. في عام 2016، انتهى بها المطاف بالبيع لشركة Verizon مقابل 4.6 مليار دولار فقط، وهو مبلغ ضئيل مقارنةً بالعروض السابقة التي رفضتها.
دروس مستفادة
تحكي هذه القصة كيف أن سوء التقدير وإضاعة الفرص يمكن أن يكون لهما تأثير كارثي على مستقبل أي شركة، مهما كانت كبيرة. القرارات التي تبدو صغيرة في لحظتها قد تكون فاصلة في تحديد النجاح أو الفشل في عالم الأعمال.